
في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولاً ملحوظاً في الطريق الذي تتبعه الشركات الكبرى حول العالم لإدارة عملياتها وتقليل تكاليفها. مع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أصبح من السهل على الشركات تحسين الكفاءة والإنتاجية وتقليل التكاليف. وبدلاً من تحسين الظروف الاقتصادية للعمال، اختارت العديد من الشركات استخدام هذه التكنولوجيا كذريعة لخفض عدد الموظفين وتسريحهم.
لقد أشار العديد من المديرين التنفيذيين إلى أن الذكاء الاصطناعي هو السبب الرئيسي في تقليص القوى العاملة، مستشهدين بتقديرات تشير إلى أن الأتمتة سوف تحل محل العديد من الوظائف التقليدية. ولكن، هل الذكاء الاصطناعي هو بالفعل السبب الرئيسي؟ أم أن هناك أسبابًا أخرى تجعل الشركات تعتمد على هذه التكنولوجيا للتخفيض من عدد الموظفين؟
بداية، يجب الإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصًا هائلة للشركات لتحسين الأداء. من خلال الأتمتة، يمكن للشركات تسريع العمليات، تقليل الأخطاء، وتحسين الجودة العامة للمنتجات والخدمات. ومن هنا، يتضح أن النجاح في توظيف الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على كيفية توظيف التكنولوجيا وليس تحققت أي وفورات مالية.
ومع ذلك، تشير النقاشات إلى أن الأمر لا يتعلق دائمًا بالذكاء الاصطناعي كأداة للتطوير، بل أحيانًا يكون وسيلة لتبرير خفض التكاليف عبر تسريح الموظفين. قد تسارع بعض الشركات إلى استخدام هذا العذر للتخلي عن الموظفين دون تقديم بدائل تدريبية أو إعادة تأهيل.
إحدى المشكلات التي تقف أمام العمال اليوم هي عجز الأنظمة التعليمية عن تلبية التغيرات السريعة في سوق العمل. يحتاج الموظفون إلى مهارات جديدة تتماشى مع الثورة التكنولوجية، ولكن قليلة هي البرامج التي تسعى لتحسين المهارات بشكل كافٍ. ومن هنا، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات وطنية لتعزيز التعلم مدى الحياة والتطوير المهني.
على صعيد آخر، تعتبر الحكومات مسؤولة أيضًا عن وضع السياسات التي من شأنها مساعدة القوى العاملة المتضررة. من خلال تقديم برامج دعم الحكومة، يمكن للعمال الانتقال إلى وظائف أكثر أمانا وأفضل من حيث الأجر.
في الختام، يبدو أن تحميل الذكاء الاصطناعي مسؤولية فقدان الوظائف ليس الإجراء العادل بل ينبغي أن توجه الأنظار نحو الحلول الشاملة التي تعزز من فرص العمل وتحسن من كفاءة القوى العاملة لتمكينهم من مواكبة التطورات التقنية الحديثة.
للمزيد من المعلومات والمقالات ذات الصلة، يمكنك زيارة الرابط التالي لمقال من موقع ريكود: https://www.recode.net/2020/3/5/21144600/jobs-automation-robots-ai