
على مدى ربع قرن، كنت واحدًا من الملايين الذين اعتمدوا على منتجات أدوبي لتلبية احتياجاتي من البرامج الإبداعية والتصميم.
كانت برامج مثل الفوتوشوب والإليستريتور هم الجناح الذي دعم مساري المهني والفني.
لكن مع مرور الوقت، بدأت الأسعار تتزايد بشكل لا يمكن تجاهله، حيث أعلنت الشركة مؤخرًا عن زيادة قياسية جديدة دفعتني لإعادة النظر في علاقتي معها.
البداية كانت بمثابة حلم؛ برامج أدوبي قدمت أدوات قوية مكّنت المصممين والفنانين والمبدعين من إطلاق إبداعاتهم دون قيود. في البداية، كانت التكاليف معتدلة بالمقارنة مع ما تقدمه هذه البرامج من إمكانيات، إلا أنه مع مرور السنوات، بدأت الشركة في انتهاج سياسات تسويقية جديدة تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من الأرباح، وهو ما انعكس على التسعير.
الزيادات المستمرة في الأسعار أصبحت عبءًا ماليًا يتزايد باستمرار على المستخدمين الأوفياء.
فقد كان الدافع الأساسي لهؤلاء هو الالتزام والمشاركة في مجتمع إبداعي ضخم يحتضن أعمالهم ويدعمها.
ولكن مع اضطرار العديد من المستخدمين للبحث عن بدائل أقل تكلفة، بدأت تساؤلات تطرح حول مدى وفاء الشركة بمبادئها الأصلية في دعم الإبداع دون قيود.
لعل أحد الأسباب التي جعلت الزيادة هذا العام صعبة التجاوز هو وجود بدائل مجانية أو منخفضة التكلفة أصبحت تتمتع بجودة تقنية عالية يمكن أن تنافس منتجات أدوبي، برامج مثل GIMP و Inkscape وAffinity بدأت تجذب المستخدمين الذين يبحثون عن حلول اقتصادية دون التضحية بجودة العمل.
ختامًا، فإن قرار التخلي عن أدوبي لم يكن سهلًا بعد سنوات من الاعتماد الكامل، لكن في ظل التغيرات الاقتصادية الضاغطة، يصبح من الضروري للمستخدمين الانتقال إلى بدائل تحقق لهم التوازن بين التكلفة والجودة.
يبقى السؤال الأهم: هل ستعيد أدوبي التفكير في استراتيجياتها التسويقية لضمان عودة عملائها الأوفياء؟