
تواجه صناعة السيارات العالمية واحدة من أخطر أزماتها في العقود الأخيرة، والمتمثلة في نقص حاد في الرقائق الإلكترونية المعروفة باسم ‘نكسبيريا’. هذه الرقائق تُستخدم بشكل واسع في تصنيع وحدات التحكم الإلكترونية في السيارات، والتي تتحكم بكل شيء من أنظمة الملاحة إلى أنظمة الأمان والمساعدة على القيادة.
تُعد أزمة الرقائق نتيجة لعدة عوامل متراكمة، أبرزها زيادة الطلب على الإلكترونيات الاستهلاكية خلال جائحة كوفيد-19. هذا الارتفاع في الطلب أدى إلى تحويل الإنتاج من الرقائق المتخصصة في السيارات إلى الإلكترونيات الاستهلاكية. كما أن العديد من المصانع التي كانت تنتج الرقائق تعرضت للإغلاق أو تقليص الإنتاج بسبب الإجراءات الاحترازية للجائحة.
الآثار السلبية لهذه الأزمة بدأت تظهر بوضوح مع تراجع كبير في معدلات إنتاج السيارات حول العالم، ما أدى إلى تأخير تسليم السيارات الجديدة وزيادة في أسعارها. بعض الشركات اضطرت إلى إيقاف خطوط الإنتاج بالكامل مؤقتًا، ما يؤثر على الاقتصاديات المحلية نتيجة لفقدان الوظائف وتراجع الإيرادات.
من ناحية أخرى، تحاول الحكومات تحفيز الاستثمار في صناعات الرقائق المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات. لكن، نتائج هذه التحركات تحتاج إلى وقت طويل حتى تبدأ في إظهار آثار إيجابية. يتوقع الخبراء أن الأزمة قد تستمر لعدة أشهر قادمة قبل أن نشهد أي تحسن حقيقي في الإنتاج.
يظل الحل الأمثل لهذه الأزمة هو تنويع مصادر الرقائق وتعزيز الإنتاج المحلي عالميًا، مما يساهم في استقرار السوق وتجنب مثل هذه الأزمات في المستقبل. رغم أن الشركات تسعى جادة لتجاوز هذه المرحلة، إلا أن التحديات المتعددة توجب على الجميع التعاون لإيجاد حلول فعالة.