كيف غيّر ستيف جوبز مسار شركة كورنينغ لتصنيع شاشات الآيفون


في عالم التكنولوجيا، هناك لحظات حاسمة تُسطر في التاريخ بسبب قرارات جريئة أو علاقات غير متوقعة بين الشركات. واحدة من هذه القصص تتعلق بالرجل الأسطوري ستيف جوبز، المؤسس الشريك لشركة آبل، وشركة كورنينغ التي اشتهرت بإنتاج الزجاج عالي الجودة.

عندما كان ستيف جوبز يعمل على تصميم وإنتاج أول هاتف آيفون، واجه تحديات كبيرة في إيجاد شاشة تتمتع بالصلابة والوضوح في نفس الوقت. كانت التكنولوجيا المتاحة في ذلك الوقت محدودة، وكان يصعب العثور على زجاج يجمع بين هاتين الميزتين. هنا جاء دور شركة كورنينغ، التي كانت قد ابتكرت نوعًا جديدًا من الزجاج ولكنها لم تجد له تطبيقًا تجاريًا مناسبًا من قبل.

بحسب رواية رئيس شركة كورنينغ، كان ستيف جوبز يدرك جيدًا قيمة هذا الزجاج وقدرته على تحويل منتجه الجديد إلى شيء استثنائي. ولكنه لم يكن مهتمًا فقط بشراء الزجاج، بل كان لديه رؤية أكبر. أراد جوبز أن تلتزم كورنينغ بإنتاج كافة شاشات الآيفون، مما شكل تحديًا هائلًا للشركة التي كانت لا تزال تختبر قدراتها الإنتاجية لتلبية هذه الطلبات الضخمة.

في اجتماع تاريخي بين جوبز والرئيس التنفيذي لشركة كورنينغ، يقال أن جوبز خاطبه بالقول لقد حددت مشكلتك الكبرى: أنت خائف. كان تعليق جوبز يمثل دعوة إلى الشجاعة والابتكار، حيث شجع الشركة على تجاوز مخاوفها وتحدياتها الفنية للخروج إلى العالم بفكرة ثورية.

استجابت كورنينغ لطلب جوبز بروح من التحدي والالتزام، وقامت بزيادة خطوط إنتاجها للتمكن من تلبية احتياجات آبل. وهكذا، دخل زجاج كورنينغ صفحات التاريخ بكونه الحامي الأول لشاشات آيفون من الجيل الأول. هذه الشراكة أثبتت قوتها وأصبحت مثالًا يحتذى به في كيفية تحقيق النجاح عبر التعاون والشجاعة في اتخاذ القرارات.

اليوم، لا تزال كورنينغ تساهم في إنتاج شاشات الأجهزة الذكية بمختلف أنواعها، مستفيدة من التجربة الاستثنائية والشراكة المثمرة التي شكلتها مع ستيف جوبز وآبل منذ بدايات الآيفون.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *